القيادة

لقد كان الجيل السابق من عصرنا وما قبله تُدار الشركات في طريقة يسمونها السوط والعصا.
بحيث كان الجو السائد مع العُمال والموظفين، هو الوعيد والتهديد، والتواصل من خلال فرض الأعمال ولغة الحوار أشبه بالنظام العسكري.
وفي المقابل صاحب العمل كان همه زيادة الإنتاج ومطاردة اليوم لجني الأرباح والأموال دون تخطيط، وإن أُحدث تغيير في السوق استصعب وشُق عليه الاستمرار.
وهذا كان عصر المعلومات أو المعرفة، بحيث أن صاحب العمل هو الذي يمتلك المعرفة والمعلومات الكافية لبناء عمله وشركته، إن كان ذلك في المحاماة أو في الهندسة، من امتلك المعرفة وزاد منها استمر نجاحه.
وأنا اسميه عصر الأوامر في الأعمال، لأن غالبية القرارات والحوار كان يسودها الأوامر التنفيذية.
اليوم اختلف الأمر، أصبحنا في عصر الابداع، لأن المعلومات أصبحت مُتاحة في كل مكان وفي مُتناول اليد، ولأية الشخص، لم تعد هذه السمة ذات أهمية بالغة، لأن المعلومات معروضة على الجميع في المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي.
لذلك دخلنا عصر الابداع عصر تحتاج فيه إلى التميز والإبداع حتى تتميز عن منافسيك، وتكون خدمتك فريدة لأنك تميزت في بصمتك التي وضعته بتمُيز.
وأنا أسمي هذا العصر عصر اليوم القيادة في العمال.
لأن الموظف لم يعد محدود، أصبح بإمكانه التنقل حيثما يشاء وأينما يشاء في سهولة، فوسائل النقل السريعة متاحة ورخيصة الثمن، كالقطارات والسيارات فبالتالي لا يُصعب عليه كما في السابق لذهاب إلى العمل الذي يريد وأحيانا في الشروط الذي يريد، فإن دُفع له أكثر تركك ورحل.
الذي يجعل من موظف يمكث ويدوم هو أنت، أنت صاحب الشركة، أنت كقائد ذاك الذي يجعله يمكث، ورابطته وعلاقته في الشركة، في رسالة الشركة وفي رؤيا الشركة.
فإذا أدرك لماذا هو يعمل لديك، وعلم لِما يُنتج ويُقدم الخدمات لعُملاء الشركة، بقي، ظل، ومكث.
فلغة الحوار بينك كصاحب الشركة وبينه هي لغة القيادة، تجعله يثق بك ويتمتع في العمل لديك ويؤمن في الشركة التي بنيتموها معًا ولست أنت وحدك، فيُعطي من قلبه.
وذلك من خلال المُحادثات السبع للقيادة، ومن خلال إشراكه في رسالة ورؤيا الشركة وأهدافها.
على النقيض من الشركات السابقة القديمة التي كانت تخشى ذلك وتمتنع إشراك الموظفين ذلك، تظن أن هذا سر لا يجب على أحد الإطلاع عليه ما عدا أصحاب الشركة أنفسهم، إن من الشركات من غيرت منهاجها واحدث تطبيق اشراك الموظفين الرسالة والاهداف والرؤيا فاستمرت وازدهرت، ومن الشركات التي اخفت ذلك ناهيك على من ليس لديها رؤيا ورسالة أساسا، اختفت واندثرت وصارت في عداد القبور.
ولذلك يقول مؤسس أبل ستيف جوبز:

مقالات ذات صلة

استجابات